المغرب: ذكرى استرجاع وادي الذهب 2024

ذكرى استرجاع وادي الذهب احتفاء باليوم الذي استقبل فيه الملك الراحل الحسن الثاني، سنة 1979، شيوخ وأعيان قبائل إقليم وادي الذهب لإعلان بيعتهم.



ذكرى استرجاع وادي الذهب - المغرب - 2024

الذكرى السنوية لبيعة وادي الذهب في المغرب 2024: احتفال وطني بالوحدة والسيادة

تحتفل المملكة المغربية في 14 غشت من كل عام بذكرى بيعة وادي الذهب، وهي مناسبة وطنية تحمل في طياتها دلالات تاريخية عظيمة. تعود هذه الذكرى إلى عام 1979 عندما عادت منطقة وادي الذهب (ريو دي أورو) إلى السيادة المغربية بعد سنوات من الاحتلال الاستعماري، مما مثل خطوة حاسمة في استكمال الوحدة الترابية للمغرب. تُعتبر هذه الذكرى تجسيدًا للارتباط الوثيق بين سكان الجنوب المغربي والعرش العلوي، وترمز إلى التفاف المغاربة حول قيادتهم وحماية سيادة بلادهم.

احتفالات وأحداث يوم 14 غشت 2024

تشهد الذكرى السنوية لبيعة وادي الذهب في 14 غشت احتفالات واسعة على مستوى البلاد، وخاصة في المناطق الجنوبية مثل مدينة الداخلة، عاصمة جهة وادي الذهب. تنظم هناك مراسم رسمية تشمل رفع العلم الوطني وتلاوة الخطاب الملكي، حيث يشارك في هذه الاحتفالات القادة المحليون وزعماء القبائل والسكان، في استعراض واضح للولاء للوطن وللملك.

من أبرز مظاهر الاحتفال هو تجديد البيعة للملك، حيث يقوم ممثلو القبائل والعشائر بتأكيد ولائهم ودعمهم المستمر للمؤسسة الملكية. ترافق هذه المراسم عروض فنية وموسيقية تقليدية تُبرز التراث الثقافي لمنطقة الصحراء، بالإضافة إلى مسيرات شعبية يرتدي فيها المشاركون الأزياء التقليدية الصحراوية، ويستخدمون الجِمال في مواكب رمزية تُعيد إحياء تراث القبائل الصحراوية.

إلى جانب الاحتفالات الثقافية، يتم تنظيم ندوات ومؤتمرات علمية تسلط الضوء على الأهمية التاريخية والاقتصادية لمنطقة وادي الذهب، والمكتسبات التي حققتها بعد استرجاعها. تشكل هذه الفعاليات فرصة للمواطنين للتعرف على التقدم المحرز في تنمية الجنوب المغربي والجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار والتنمية في هذه المنطقة.

عطلة رسمية: يوم للتأمل والوحدة الوطنية

يعتبر 14 غشت من كل عام عطلة رسمية في جميع أنحاء المغرب، مما يعكس أهمية هذا اليوم في الذاكرة الوطنية. يُغلق في هذا اليوم العديد من المؤسسات العمومية والخاصة، بما في ذلك المدارس والإدارات الحكومية، ليتمكن المواطنون من المشاركة في الاحتفالات والمناسبات الرسمية التي تقام في جميع أنحاء البلاد.

تتيح هذه العطلة الفرصة للعائلات المغربية للتجمع والاحتفال بروح الوحدة الوطنية، كما تُعدّ مناسبة للتفكير في المسار الذي قطعته المملكة نحو تحقيق التكامل الترابي. يتذكر المغاربة في هذا اليوم أهمية التضامن والوحدة الوطنية تحت راية الملكية، وهي قيم تشكل أساس الاستقرار والتنمية في البلاد.

كما يعتبر هذا اليوم فرصة لإلقاء الضوء على التقدم المحرز في المنطقة الجنوبية، وخاصة في مجالات البنية التحتية والاقتصاد، حيث تُبرز الاحتفالات المشاريع التنموية التي شهدتها المنطقة بعد استعادتها.

تشكل الذكرى السنوية لبيعة وادي الذهب في 14 غشت 2024 مناسبة مهمة لتأكيد وحدة وسيادة المغرب، وهي تجسد ولاء الشعب المغربي للعرش العلوي. من خلال الاحتفالات الشعبية والمراسم الرسمية، يعيد المغاربة إحياء هذه اللحظة التاريخية التي كرست وحدتهم الترابية تحت قيادة جلالة الملك.