المغرب: رأس السنة الأمازيغية 2974 - 2024
يحتفل الأمازيغ في 14 يناير 2024 بيوم "ينّاير" 2974، بداية العام الأمازيغي الجديد، وفقًا للتقويم الزراعي القديم، الذي يتوافق مع التقويم اليولياني.
رأس السنة الأمازيغية بالمغرب: احتفالات تقليدية بأبعاد تاريخية وثقافية
رأس السنة الأمازيغية، المعروف بتسميات متنوعة مثل “إيض يناير” أو “أسكاس أماينو”، هو احتفال تقليدي يعكس التراث الأمازيغي العريق في المغرب. يعتبر هذا العيد مناسبة مهمة للاحتفاء بالهوية الأمازيغية والتقاليد الزراعية والبيئية التي تميز هذا الشعب العريق.
موعد الاحتفال
يحتفل المغاربة بهذا العيد في 14 يناير من كل سنة، هذا التاريخ يرتبط بتقويم زراعي قديم يستخدمه الأمازيغ، ويرمز إلى بداية موسم فلاحي جديد مع آمال في سنة زراعية خصبة مليئة بالخيرات.
تقاليد الاحتفال
الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في المغرب يشهد مجموعة من الطقوس والتقاليد التي تختلف من منطقة لأخرى، لكنها تشترك في البعد الثقافي والرمزي العميق. يُنظّم هذا العيد بشكل كبير في المناطق الأمازيغية مثل الأطلس الكبير والصغير، والريف، والجنوب الشرقي.
تتضمن التقاليد تحضير مائدة عائلية غنية تتكون من أطباق تقليدية، أبرزها طبق “تاكلا” وهو عصيدة من الذرة أو الشعير، يتم تقديمها مع الزبدة والعسل أو الزيت. يعد هذا الطبق رمزاً للخصوبة وارتباط الناس بالأرض. في بعض المناطق، يتم وضع نواة من الزيتون في العصيدة، ويُعتقد أن من يجدها سيحظى بحظ سعيد خلال السنة.
أجواء الاحتفال
يتميز رأس السنة الأمازيغية بأجواء من الفرح والبهجة تجمع العائلة والأصدقاء. يتم تقديم الحلويات التقليدية مثل “المسمن” و”البغرير”، إلى جانب الشاي بالنعناع الذي يمثل جزءاً لا يتجزأ من أي مناسبة مغربية. كما يتم ارتداء الأزياء التقليدية الأمازيغية، التي تختلف حسب كل منطقة، وتزين النساء أيديهن بالحناء في هذه المناسبة.
الاحتفالات لا تقتصر على الطقوس الدينية أو العائلية فقط، بل تتخللها أيضاً أنشطة اجتماعية وثقافية. تقام حفلات موسيقية ورقصات تقليدية، مثل “أحيدوس” و”أحواش”، والتي تجمع بين الموسيقى الأمازيغية الراقية والرقص الجماعي المتناغم.
دلالات ثقافية وتاريخية
لرأس السنة الأمازيغية في المغرب أهمية كبيرة في الحفاظ على التراث الثقافي واللغوي. يُعتبر هذا العيد جزءاً من الهوية الوطنية والذاكرة التاريخية لشعوب شمال إفريقيا. يتميز الاحتفال بطابع رمزي يعكس احترام الأمازيغ للطبيعة ودورها في حياتهم اليومية، ويعزز روح التضامن العائلي والاجتماعي.